دلیل و فائده تکرار آیه فبأي آلاء ربكما تكذبان در سوره الرحمان (تفسیر خطیب اسکافی)
قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان)، وتكريره إحدى وثلاثين مرة. للسائل أن يسأل عن المدة التي جاءت عليها هذه الآية متكررة وعن فائدتها.
والجواب أن يقال:
نبّه الله تعالى على ما خلق من نعم الدّنيا المختلفة في سبع منها، وأفرد سبعاً للتّرهيب والانذار والتّخويف بالنّار، وفصّل بين السّبع الأول والسّبع الآخر بواحدة ثلاث آيات سوى فيها بين النّاس كلّهم فيما كتب الله من الفناء عليهم حيث يقول كلّ من عليها فان (۱) أي من على «الأرض، وهذه الفاصلة للتّسوية بين الملائكة وبين الأنس والجن في الافتقار إلى الله تعالى وإلى المسألة والاشفاق من خشية الله وهي قوله «يسأله من في السموات والأرض، كل يوم هو في شأن (۲)، وإنّما كانت الأول سبعاً لأنّ أمّهات النّعم الّتي خلقها الله سبعاً سبعاً كالسّموات والأرضين ومعظم الكواكب، وكانت الثّانية سبعاً لأنها على قسمة أبواب جهنم لما كانت في ذكرها، وبعد هذه السبع ثمانية في وصف الجنان وأهلها على قسمة أبوابها، وثمانية أخرى بعدها للجنّتين اللّتين دون الجنتين الأوّلتين لأنّه قال تعالى في مفتتح الثمانية المتقدمة) ولمن خاف مقام ربه جنّتان (۳) (فلما استكملت هذه الآية ثماني مرات قال «و من دونهما جنتان (٤) (فمضت ثمانية في وصف الجنتين وأهلها وثمانية في وصف جنتين دونها للثمانية المتقدمة إليه، فكان الجميع إحدى وثلاثين مرة (٥).
تفسیر درّة التّنزيل و غرّة التّأويل، الخطیب الاسکافي، 1973 ميلادي، بيروت، دار الآفاق الجديدة، صص 463-464

راهنمای آزمون ارشد و دکتری رشته علوم قرآن و حدیث+مطالب آموزنده قرآنی و حدیثی+علایق شخصی